"لا سبيل إلى تطهير النفس و تزكيتها إلا بإتقان العبادة و التزام الطاعات ، و إطالة السجود و فعل الصالحات ، و بحكم رتبة العبودية يصبح الإنسان مستحقاً للمدد من ربه ، فيمده الله بنوره و يهييء له أسباب الخروج من ظلمته ، و ذلك هو سلوك الطريق عند الصالحين من عباد الله ، بالتخلية ( تخلية النفس من الصفات المذمومة ) ، ثم التحلية ( تحلية القلب بالذكر و الفضائل ) والتعلّق والتخلّق والتحقّق . و التعلّق عندهم هو التعلّق بالله و ترك التعلّق بما سواه ، و التخلّق هو محاولة التحلّي بأسمائه الحسنى ، الرحيم و الكريم و الودود والرءوف و الحليم و الصبور و الشكور .. قولاً و فعلاً . و التحقّق هو أن تصل إلى أقصى درجات الصفاء و اللطف و المشاكلة ، فتصبح نورانياً في طباعك أو تكاد ، و لا سبيل إلى صعود هذا المعراج إلا بالعبادة و الطاعة و العمل الصالح ، و التزام المنهج القرآني و السلوك على قدم محمد العبد الكامل عليه صلوات الله و سلامه . .. من كتاب " القرآن كائن حيّ" د مصطفى محمود رحمه اللَّه